بيداء محمد، فتاة تبلغ من العمر 26 عامًا من منطقة العامرية، محافظة الأنبار في العراق. وُلدت في أسرة كبيرة؛ كانت والدتها خياطة وأنتقلت هذه التقليد إلى بيداء. أثناء سيطرة داعش على محافظة الأنبار، بقيت بيداء وعائلتها في منطقة العامرية. لقد مضت ثلاث سنوات منذ أن بدأت مهنة الخياطة. بفضل منظمة كاريتاس جمهورية التشيك، يمكن لبيداء الآن خياطة المزيد من الملابس وتوسيع دائرة زبائنها.
التغلب على التحديات بشجاعة ومهارة
تخرجت بيداء من المدرسة الثانوية بتقدير ممتاز، مما كان يسمح لها بالذهاب إلى كلية جيدة. للأسف، لم تتمكن من متابعة دراستها بسبب الصعوبات المالية. خلال سيطرة داعش على منطقتها، كان على بيداء البقاء في المنزل، وكان ذلك الوقت الذي تعلمت فيه الخياطة من والدتها.
تعيش بيداء الآن مع والدتها وحدها وهي معيلة البيت. فقدت والدها، وجميع أشقائها متزوجون. كانت بيداء تخيط باستخدام ماكينة الخياطة اليدوية القديمة لوالدتها، والتي كانت تشكل تحديًا لها حيث لم تتمكن من خياطة أكثر من قطعتين في اليوم.
لحسن الحظ، سمعت بيداء عن مشروع كاريتاس جمهورية التشيك الذي يقدم تدريبًا على إدارة الأعمال للأشخاص في العراق من مراقبينا الميدانيين. سجلت مباشرة في منطقتها العامرية حيث كانت بحاجة لتحسين عملها لكي تكون قادرة على الحصول على دخل مستدام. تقول بيداء: "في اليوم الذي تقدمت فيه للمشروع، شعرت بالحماس وبدأت أفكر في كيفية تحقيق النجاح".
نحن نهتم بالمعيشة المستدامة
شاركت بيداء في التدريب على إدارة الأعمال الذي نظمته منظمة كاريتاس جمهورية التشيك، حيث تعلمت كيفية إدارة الأعمال، وكيفية إعداد خطة عمل، وكيفية عمل آلية التسويق وكيفية ضمان استدامة عملها. تقول بيداء: "تعلمت كيفية البيع، وهو شيء لم أكن أعرفه من قبل".
كما زادت من دائرة علاقاتها الاجتماعية ووضعت قنوات اتصال جديدة مع أشخاص مختلفين بعد المشاركة في التدريب على التماسك الاجتماعي الذي نظمته منظمة كاريتاس جمهورية التشيك.
حصلت بيداء على منحة مالية من منظمة كاريتاس جمهورية التشيك، مما سمح لها بشراء ماكينة خياطة جديدة، وماكينة للضغط على الأزرار، ومكواة، ومولد صغير. كانت هذه الأدوات ضرورية لبيداء لتوسعة عملها وكسب دخل ثابت لنفسها ولوالدتها. تقول بيداء: "تساعدني أمي في العمل، هي تقوم بقص الأقمشة، والآن أستطيع خياطة أكثر من خمس قطع في اليوم". بفضل منظمة كاريتاس جمهورية التشيك، تمكنت بيداء من ضاعفة إنتاجيتها وكسب المزيد من الزبائن.
حلم بمستقبل أفضل
تغيرت حياة بيداء الشخصية والعملية أيضًا بعد المشاركة في مشروع كاريتاس جمهورية التشيك. كانت بيداء في وضع صعب نفسياً، تقول بيداء: "قبل المشروع، كنت محاصرة في دائرة الحزن والاكتئاب، بعد أن أصبحت جزءًا من المشروع، وجدت الأمل مرة أخرى. المشاركة في هذا المشروع جعلتني أشعر أنني أصبحت أصغر بعقد من الزمن".
ترغب بيداء في الحصول على دخل كافٍ، مما سيتيح لها تحقيق أحلامها والذهاب إلى الكلية. تنصح جميع الفتيات بمتابعة دراستهم وعدم الاستسلام.
منظمة كاريتاس جمهورية التشيك في العراق
منظمة كاريتاس جمهورية التشيك تدعم الأشخاص الضعفاء في العراق بالتعاون مع منظمة الإغاثة الكاثوليكية- كاريتاس فرنسا في مشروع بعنوان "دعم سبل العيش الطارئة للنازحين الأكثر حاجة في العامرية بمحافظة الأنبار". قدمنا تدريبًا على إدارة الأعمال، وتدريبًا على التماسك الاجتماعي، ومنح الأعمال، وتدريبًا في مكان العمل لـ 100 مستفيد في العامرية لمساعدة النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة على تأسيس مصادر معيشة مستقرة في قطاعات متنوعة.
منذ بدء العمل في العراق في عام 2015، قامت منظمة كاريتاس جمهورية التشيك بالانتقال بشكل مستمر من تقديم المساعدات الإنسانية الفورية إلى تنفيذ برامج التنمية طويلة الأمد. هدفنا الأساسي هو مساعدة الأشخاص في استعادة سبل العيش الأصلية وإنشاء فرص عمل جديدة. بالنسبة لأولئك الذين نزحوا عن منازلهم، نسعى لتحسين ظروف العيش الخاصة بهم من خلال توفير مأوى ثابت. البطالة هي واحدة من أهم التحديات التي يواجهها العراق في مرحلته التنموية. لمعالجة هذا، تعمل منظمة كاريتاس جمهورية التشيك وشركاؤها بلا كلل على تقديم حلول دائمة ومستدامة لمكافحة البطالة.