أن تكوني أمٌ لأبناءٍ بدون مٌعيل أمر ليس بسهل في بلد مثل العراق. بصفتها ربّ أسرة، عانت ميسون مالياً لمدةً طويلا وبالكاد إستطاعت إعالة أحبائها. ساءت وضعها عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على بلدتها، واضطرت ميسون وعائلتها إلى مغادرة بلدتهم لعدة سنوات. عند عودتها ، اكتشفت أن منزلها قد تعرض للسرقة. ساعدت كاريتاس جمهورية التشيك ميسون في الحصول على بداية جديدة وافتتاح مطعمها الخاص.
تدعم ميسون عائلتها من خلال مشروعها الصغير
في سنوات قبل احتلال بلدتها، كسبت ميسون حازم جرجس لقمة العيش من خلال خبز الحلويات العراقية التقليدية. على الرغم من أن العائلات في العراق عادة ما تكون مدعومة مالياً من قبل الرجال، إلا أن ميسون، بصفتها أم عزباء قامت بنفسها بهذا الدور. ومع ذلك ، كان دخلها غير كافٍ لإعالة أسرة مكونة من ستة أفراد. عندما هاجم تنظيم الدولة الإسلامية بلدتها في عام 2014، فرت ميسون وعائلتها إلى أربيل لعدة سنوات.
عند عودتها في عام 2017 ، اكتشفت أن منزلها قد تعرض للسرقة بالكامل، بما في ذلك معدات الخبز التي كانت مصدر رزقها. أرادت ميسون الاستمرار في الطهي، فقررت فتح مطعم صغير مع ابنها. ساعدتهم كاريتاس جمهورية التشيك على القيام بذلك.
قدمت كاريتاس جمهورية التشيك التدريب لميسون وساعدت في تجهيز مطعمها
بفضل مساعدة كاريتاس جمهورية التشيك، تمكنت ميسون من حضور دورة عمل واستخدام منحة صغيرة لشراء معدات أساسية لمطعمها، مثل الأثاث وأدوات الطبخ. بدأت عملها مع امكانيات قليلة جدا. كانت هي وابنها يعدون كل الطعام بأنفسهم، وكانوا يفتحون المطعم لمدة ثلاث ساعات فقط في اليوم. ولكن بعد فترة قصيرة، تمكنت ميسون من تمديد ساعات عمل المطعم، مستفيدة من ساعات العمل الليلية التي تكون نابضة بالحياة والكثير من الزبائن وغالبًا ما تنتهي عملها في الساعة 3 صباحًا. كما استطاعت توظيف موظف آخر لتحضير طبق "الباجة" العراقي المصنوع من مرق الضأن، والذي يتناوله العراقيون في الليل.
اليوم ، ميسون تبلغ من العمر 54 عامًا وتدير مطعمًا مزدهرًا في مسقط رأسها. على الرغم من إجبارها هي وعائلتها على مغادرة بلدتها لعدة سنوات بسبب الحرب، فقد عادت للوقوف على قدميها والآن تمتلك مشروعًا تجاريًا ناجحًا بفضل مساعدة كاريتاس.
تقول ميسون بفرح: "أنا ممتنة جدًا للمنحة التي ساعدتني في إنشاء المطعم وتشغيله. وآمل أن أكون قادرًا على تحسين مشروعنا الصغيرة في الوقت المناسب بشكل أكبر."
ميسون هي واحدة من العديد من العراقيين الذين ساعدتهم كاريتاس جمهورية التشيك في العراق في إعادة بناء أعمالهم التجارية بعد الهجمات التي شنتها الدولة الإسلامية. من ضمن هذه الأمور، نقدم التدريب المهني والمنح المالية لمساعدة الناس على إعادة بناء سبل عيشهم.