كيف تشعر امرأة عانت ويلات الحروب والكوارث الطبيعية, لكم ان تتخيلوا الحالة الانسانية الصعبة في تلك الحقبة. ما الذي تحتاجه النساء والفتيات في مثل هذه المواقف؟ غالبًا ما يتم فهم هذا بشكل أفضل من قبل النساء الأخريات خاصة اللواتي يعملن في مجال المساعدات الإنسانية, يوجد أكثر من نصف مليون عامل إغاثة في جميع أنحاء العالم وما يقارب النصف منهم نساء. يشرح زملاؤنا، العاملات في المجال الإنساني والإنمائي سبب اعتقادهن بأهمية مشاركة النساء في هذا المجال.
قد يكون لدى النساء ثقة أكبر في النساء الأخريات
غالبًا ما تتأثر النساء بشكل غير متناسب بالأزمات الإنسانية ومشكلات التنمية، ولذلك من المهم أن يتم تمثيل النساء بين العاملين في المجال الإنساني الذين يساعدونهن، علاوة على ذلك، تواجه النساء تحديات محددة في الأزمات قد تكون من الأفضل ان تساعدهن النساء الأخريات. تقول آنا فولفوفا، منسق المساعدات للشرق الأوسط في منظمة كاريتاس جمهورية التشيك: "النساء العاملات في القطاع الإنساني قادرات على وضع أنفسهن في وضع النساء المحرومات، ويمكنهن تخيل ما يمرون به، وقبل كل شيء، يقدرن احتياجاتهن الأساسية بشكل أكثر دقة".
قد تشعر النساء المتأثرات بالأزمات بالحرج من ذكر مشاكلهن الصحية أو الأمور الحساسة مع الموظفين الذكور. لذلك في حال لم توجد موظفة انسانية في موقع الكارثة، قد تشعر النساء المتضررات بالخجل من طلب حتى مواد النظافة الأساسية مثل الفوط الصحية أو السدادات القطنية. وهذه مسألة حاسمة يجب أن تؤخذ في الاعتبارولكن ليس في البلدان النامية فقط، ومن الضروري مشاركة العاملات في مجال الإغاثة في تقديم المساعدة الإنسانية.
تقول كاتشينا كريجوفا، مسؤولة الاستجابة للطوارئ في كاريتاس جمهورية التشيك في أوكرانيا: "في بعض الحالات نتيجة للصدمة ، قد تكون النساء أكثر استعدادًا للتحدث إلى النساء أكثر من الرجال وقد يكون لديهن ثقة أكبر في النساء الأخريات". وتضيف كريجوفا: "فيما يتعلق بالوصول إلى المعلومات وتحديد الاحتياجات وثقة المجتمع ، فإن وجود المرأة مهم للغاية ، وبالتالي فإن التمثيل المتساوي للمرأة بين العاملين في المجال الإنساني يتم التركيز عليه بشكل خاص في البعثات الإنسانية".
تلعب التجربة الشخصية دورًا مهمًا
وفقًا لكريستينا روجوينا، مديرة المشروع والعاملة في المجال الإنساني في كاريتاس جمهورية التشيك في مولدوفا، يمكن للعاملات في المجال الإنساني غالبًا الكشف عن المشكلات غير المرئية المتعلقة بصحة المرأة ورعاية الأطفال والصحة الجنسية والإنجابية. وتضيف روجوينا "بينما يتم تجنيد الرجال بشكل مباشر وإشراكهم في الحرب، ينتهي الأمر بالنساء والأطفال ليصبحوا لاجئين في بلادهم أو خارج حدودها. من المهم للغاية أن تشارك النساء في المساعدة الإنسانية، منذ البداية، في مرحلة التخطيط للمشاريع والأنشطة الإنسانية".
في المناطق عالية الخطورة للنزاع المستمر، يمكن أن تصبح النساء ضحايا للأتجار، وهن أكثر عرضة للضرر الذي يلحق بالبنية التحتية للمدن، وغالبًا ما يتحملن عبئًا أكبر في رعاية المجتمع. وتلاحظ كاتشينا كريجوفا أنه: "قد تكون النساء أكثر عرضة لأن يقعن ضحايا للعنف المنزلي بسبب العبئ الملقى عليهن في مناطق النزاع". وبالتالي، غالبًا ما تكون العاملات في مجال الإغاثة في وضع أفضل لمساعدة ضحايا العنف الجنسي.
تلعب التجربة الشخصية أيضًا دورًا مهمًا، كما تؤكد مارتينا هافليكوفا، المديرة القطرية في كاريتاس جمهورية التشيك في زامبيا.
تقول هافليكوفا: "يمكن للمرأة بالتأكيد أن تساهم بمنظورات وتجارب شخصية مختلفة. خاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل مع ومن أجل النساء"، وتضيف: "بالنسبة لي شخصيًا، تغير تصوري لاحتياجات الأمهات والأطفال كثيرًا بعد أن أصبحت أماً".
التنوع والتعاطف والتمثيل
يمكن للعاملات في المجال الإنساني تقديم منظور وفهم فريد للثقافات والتقاليد والعادات الاجتماعية المحلية. يمكن أن يساعد ذلك في ضمان أن تكون المساعدة الإنسانية والإنمائية حساسة ثقافيًا ومناسبة، وأنها تحترم حقوق وكرامة النساء والفتيات.
تقول زميلتنا ميجيدسورن جيميدورج المديرة القطرية في مكتب كاريتاس جمهورية التشيك في منغوليا: "تقدم النساء منظورًا فريدًا للمساعدات الإنسانية والإنمائية. يمكننا أن نفهم مشاكل الأشخاص الذين نساعدهم على المستوى الشخصي".
يمكن أيضًا أن تكون النساء العاملات في قطاع المساعدات الإنسانية والإنمائية بمثابة قدوة وإلهام للنساء والفتيات الأخريات وتحفيزهن على العمل في هذا القطاع. تحقق فرق العمل، وليس فقط في عمل الإنسانية، نتائج أفضل عندما تكون أكثر تنوعًا وشمولية.
تقول مارتينا هافليكوفا: "أعتقد أن النساء يتمتعن بقدر كبير من المرونة والتعاطف والقدرة بشكل عام. بالطبع، كل واحد منا مختلف، لكن التنوع قوة كبيرة، ولهذا من المهم أن تكون النساء جزءاً من هذا القطاع، والنساء من مختلف الأعمار والجنسيات والديانات والنساء ذوات أنواع مختلفة من الإعاقات أو الاحتياجات الخاصة الأخرى".
من المهم أن تشارك النساء في عمليات صنع القرار في إعداد المشاريع الإنسانية والإنمائية، وبالتالي المساهمة في نهج أكثر شمولاً وفعالية لتقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين.
تقول زميلتنا إيكاترين مِشريكادزه من جورجيا: "من المهم بالنسبة لي أن أرى مساهمتي الصغيرة في سعادة شخص ما أو نجاحه، أو نحو تنمية بلدي. إن وجود المرأة في قطاع التنمية أمر بالغ الأهمية. النساء متعاطفات ومبدعات ويعملن بجد ويمكنهن الإسهام بشكل كبير في تنمية أكثر من مجرد بلدهن".
وما هو المهم لكل عامل إغاثة بغض النظر عما إذا كان رجلاً أو امرأة؟ لخصت أونيلدا بيرندريكا، القائم بأعمال المديرة القطرية في كاريتاس جمهورية التشيك في العراق، جواب لهذا السؤال.
تقول بيرندريكا "أنا أعتبر عملي كعامل في المجال الإنساني بمثابة خدمة والتزام للآخرين، لا سيما أولئك الضعفاء وغير المحصنين".
في كاريتاس جمهورية التشيك، نحن فخورون بوجود الكثير من النساء في فريقنا وأنه يمكننا القيام بعملنا بشكل أفضل بفضلهن.