8. أكتوبر 2023
القصص
بدء الأعمال يتطلب مهارات إدارية وأموالًا للحصول على الأدوات الأساسية. في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش في السابق، يجد السكان صعوبة أكبر في إنشاء أعمالهم. قرر ساري، من العامرية في العراق وهو أب لثلاثة أطفال، فتح محل جزارة بعد أن انفصل عن شريكه في العمل. ساعدت كاريتاس جمهورية التشيك ساري من خلال تقديم التدريب الإداري وتوفير الأموال لشراء اللوازم التي يحتاجها.
من التحدي يأتي الفرصة
ساري، البالغ من العمر ثمانية وعشرون عامًا، وهو مقيم في منطقة العامرية بمحافظة الأنبار في العراق، يعيش مع زوجته وثلاثة أطفال في منزل مستأجر. خلال الفترة التي كانت فيها داعش تسيطر على المنطقة، لم يكن قد تزوج بعد. لاحظ ساري مراقبنا الميداني للمشروع في متجر قريب في أحد الأيام بعد فتح محله للجزارة: قال ساري: "سألته: ما هو نوع المعلومات التي كان يجمعها؟ ولماذا؟"، لأنه أراد معرفة كيف يمكنه أن يكون جزءًا من هذا المشروع. واصل قوله وأضاف: "طلبت منه أيضًا تقييم مكان جزارتي وحددت الأدوات التي أحتاجها لمتجري".
تم قبول ساري كأحد المشاركين في مشروعنا في الأنبار، حيث تلقى أولاً تدريبًا في إدارة الأعمال لمدة 15 يومًا. قال ساري: "لدينا خبرة في العمل، لكننا كنا بحاجة إلى تعلم كيفية التسويق والإدارة وتطوير أعمالنا". وقد وضع ساري طرقًا جديدة للإدارة، مثل معرفة نقاط ضعفه؛ فقام بتوظيف مساعد حتى يبقى محله مفتوحًا طوال اليوم. تطوير أساليب التواصل، وجذب عملاء جدد، وحساب الربح والخسارة من بين المهارات التي طورها ساري من خلال هذا التدريب.
علم الإنسان ولا تطعمه، فإذا علمته كيف يصطاد ستطعمه مدى الحياة
استفاد ساري كثيرًا من التدريب الذي تلقاه، وقدمت له كاريتاس جمهورية التشيك الدعم المالي لتطوير أعماله. استثمر في الأدوات والمعدات الأساسية بفضل هذا الدعم المالي. اشترى ثلاجتين، مما سمح له بتخزين كمية كبيرة من اللحوم وضمان طازجتها لفترة زمنية أطول. كما اقتنى مفرمة لحوم كبيرة، وطاولة من حجر الجص الصلب، ومكيف هواء لتبريد المتجر وغيرها الكثير. ساعدت جميع هذه التحسينات في زيادة دخل سري وجذب المزيد من العملاء إلى محله لبيع اللحوم. قال ساري: "بفضل هذه التحسينات، يمكنني دائمًا تقديم لحم طازج لعملائي". يتحدث الناس لأصدقائهم عن متجر ساري لأنهم يحبون اللحم والخدمة التي يقدمها.
ماذا تقوم به كاريتاس جمهورية التشيك لدعم الشعب في العراق
في العراق، قامت كاريتاس جمهورية التشيك بتغيير تركيزها من تقديم المساعدات الإنسانية المباشرة إلى دعم رحلة التنمية للبلاد. نحن نستهدف المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش في السابق، مساعدة الناس الذين تم تهجيرهم والمجتمعات المضيفة في إعادة بناء حياتهم ومنازلهم. في محافظة الأنبار، تنوعت مشروعاتنا في مجالات عدة. عملنا على استعادة قنوات المياه، وتقديم فرص العمل مقابل النقود،وتوفير تدريب أثناء العمل للشباب، بين مبادرات أخرى.
قمنا بمساعدة العديد من الرجال والنساء في المنطقة عبر تقديم الدعم الأساسي. بالتعاون الوثيق مع الإغاثة الكاثوليكية - كاريتاس فرنسا، أطلقت كاريتاس جمهورية التشيك مشروع دعم سبل العيش الطارئة للنازحين الأكثر حاجة في العامرية بمحافظة الأنبار". من خلال هذه المبادرة، قمنا بتقديم تدريب في إدارة الأعمال والتماسك الاجتماعي للأشخاص في تلك المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، قدمنا منحًا للأعمال وتدريب أثناء العمل لـ 100 شخص في العامرية. هدفنا الرئيسي كان دعم الأشخاص النازحين داخليًا والمجتمعات المحلية في إنشاء مصادر دخل ثابتة في مجالات متنوعة.
