يصادف هذا العام مرور 10 سنوات منذ غزو العراق من قبل ما یسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، والذي أجبر ملايين العراقيين على الفرار من منازلهم. نفس المصير لاقته إقبال، التي فرت من قره قوش إلى أربيل قبل داعش. لدعم أسرتها الكبيرة، بدأت في صنع منتجات يدوية الصنع. اليوم، تحقق إقبال رزقها بنجاح كخياطة تتلقى أيضًا طلبات من الخارج. كما تمكنت من القيام بذلك بفضل منظمة كاريتاس جمهورية التشيك.
بدأت بالخياطة لإعالة أسرتها
إقبال، البالغة من العمر 47 عاماً، من بغداد. لكن ظروف الحياة أجبرتها على الانتقال إلى قره قوش، وهي مدينة مسيحية في شمال العراق. ومن هناك، هربت إلى أربيل مع أسرتها بسبب غزو ما یسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). بعد الحرب، قررت العودة إلى قره قوش، لتجد ان منزلها قد دُمر بالكامل نتيجة للهجمات.
كان على إقبال أن تبدأ من الصفر. لم يكن دخل زوجها وحده كافياً لإعالة أسرة مكونة من سبعة أفراد. لذلك بدأت إقبال في صنع منتجات يدوية واكتساب الخبرة من خلال مشاهدة الدروس التعليمية على الإنترنت وحضور دورات تدريبية مختلفة. عندما سمعت عن تدريب مهارات الأعمال الذي تنظمه منظمة كاريتاس جمهورية التشيك في العراق، لم تتردد في الانضمام.
"لقد ساعدني التدريب على تطوير مهاراتي والبدء في التركيز على مستقبلي كخياطة"، تقول إقبال. وتضيف: "أنا أستمتع حقًا بالخياطة وأنا سعيدة لأنني أستطيع الآن إعالة أسرتي". بالإضافة إلى التدريب، حصلت إقبال أيضًا على منحة مالية مكنتها من تطوير عملها.
كان للتدريب تأثير إيجابي على عملها
قبل التدريب، كان على إقبال أن تخيط كل شيء يدويًا. ولهذا السبب استخدمت الأموال التي حصلت عليها لشراء ماكينة خياطة، مما يسمح لها بالقيام بمزيد من العمل والتأكد من أن النتيجة ذات جودة جيدة. كانت تستغرق نصف ساعة لصنع جزء صغير من المنتج، لكنها الآن تستطيع صنع ثلاثة أجزاء في نفس الوقت. تقول إقبال: "أنا ممتنة جدًا لكاريتاس جمهورية التشيك لمساعدتي".
كما سمع الزبائن من الدول الأجنبية عن منتجها
اليوم، أصبحت إقبال خياطة ناجحة تتلقى أيضًا طلبات من زبائن أجانب مثل أستراليا والولايات المتحدة وأوروبا وألمانيا وفرنسا. تقول إقبال عن عملها: "لقد وجدت نفسي في عملي. علمني كيف أكون صبورة. الخياطة تستغرق وقتًا طويلاً وكل التفاصيل مهمة. لأنه إذا أهملت تفصيلاً، فلن يدمر ذلك المنتج النهائي فحسب بل سمعتي أيضًا". وتضيف: "يسعدني أن يكون زبائنی سعداء".
تريد إقبال مساعدة الأشخاص الذين يعانون من نفس المصير
تريد إقبال مساعدة النساء من الأسر الفقيرة اللاتي لا يتمتعن بالظروف المناسبة لبدء أعمالهن الخاصة كما كانت تفعل. تقول: "أعرف نساء ماهرات جدًا في الخياطة. إنهن يفتقرن إلى الخبرة. أنا على اتصال بهؤلاء النسوة ونخطط للعمل معًا في منزلي. أرى هذا كفرصة عظيمة لمساعدة بعضنا البعض". يستغرق منتج تقليدي واحد من إقبال شهرًا من العمل. وبمساعدة نساء أخريات، يمكن أن يكون جاهزًا في غضون أسبوعين فقط. ولا يمكن لهذا التعاون أن يدعم النساء فحسب، بل يحسن أيضًا من سبل عيشهن. وتخطط إقبال لتحويل هذه الفكرة إلى حقيقة قريبًا. وتقول إقبال: "هناك العديد من الأشخاص الآخرين في قره قوش في العراق، الذين ليس لديهم ما يكفي من المال لإظهار للعالم ما يمكنهم فعله". وتضيف: "أعتقد أنه من الرائع كيف تدعم منظمة كاريتاس جمهورية التشيك السكان المحليين للعثور على وظائف أو بدء أعمالهم الخاصة حتى لا يضطروا إلى مغادرة المنطقة".
منظمة كاريتاس جمهورية التشيك في العراق
نقدم المساعدة في العراق منذ عام 2015، ونساعد أشخاصًا مثل إقبال على استعادة عافيتهم من خلال التدريب المتخصص والمنح المالية حتى يتمكنوا من فتح أعمالهم الخاصة ودعم أنفسهم وأسرهم بعد الحرب. بالإضافة إلى إقبال، كان سامان على سبيل المثال هو من حقق حلمه بامتلاك مخبز خاص به. تم إنجاز هذا المشروع بفضل الدعم المالي من الوكالة الإيطالية للتعاون التنموي (AICS)