تسمى سهول نينوى في شمال العراق بسلة خبز البلاد. عندما احتلت الدولة الاسلامية المعلنة ذاتيا المنطقة في عام 2014، استولت على الاراضي و البذور والحبوب والمحاصيل والمعدات الزراعية ودمرتها مما اضطر المزارعين المحليين الى الفرار وترك منازلهم. بعد هزيمة الجماعة الجهادية، نجح العديد منهم في احياء مزارعهم بدعم من كاريتاس جمهورية التشيك.
نحن نقدم دورات تدريبة على المحاصيل و المعدات الحديثة
وجد المزارعون، الذين فروا سابقا بسبب تنظيم الدولة الاسلامية، عند عودتهم ارضيهم مدمرة بسبب الحرب وتغيير المناخ، وهذا تجلى من خلال شح المياه. تشتهرت سهول نينوى بانتاجها من القمح والشعير، المحاصيل الحساسة للجفاف. تقدم كاريتاس جمهورية التشيك دورات تريبية في المنطقة يتعرف من خلالها المزارعون المحليون على المحاصيل الاخرى التي يمكن ان تساعدهم على تنويع منتجاتهم. وكذلك حول تقنيات الزراعة الحديثة التي يمكن ان تحمي محاصيلهم من تحديات تغير المناخ.
من بين الكثيرين، دعمنا ايضا عبد السلام عالم اّثار وباحث ومزارع يعيش مع عشرة من افراد عائلته في بيت واحد. عبد السلام من قرةقوش وهي بلدة بالقرب من الموصل. بعد فراره من تنظيم الدولة الاسلامية عاد الى مسقط رأسه عام 2017 ، حيث سمع عن التدريبات التي تقدمها كاريتاس جمهورية التشيك في العراق، وقام بالتسجيل وبعد ذلك بوقت قصير حضر الدورة.
"كانت التدريبات تحتوي على معلومات قيمة وقد استفدت منها كثيرا."هذا ما استذكره الرجل البالغ من العمر 73 عام. "في السابق كنت ازرع العدس والقمح فقط والاّن وبعد التدريبات التي تلقيتها من كاريتاس جمهورية التشيك تعلمت كيفية زراعة منتوجات جديدة مثل البطاطا وفول الصويا، كما علّمنا المدربون كيفية استخدام المبيدات الحشرية."
قال عبد السلام: الدعم الذي تلقيته من كاريتاس جمهورية التشيك غير حياتي. واضاف قائلا: "أعطاني الشجاعة والامل لمواصلة العمل في مزرعتي."
نقوم بتوزيع المستلزمات الزراعية على المزارعين المحليين
الى جانب التدريبات نقوم بدعم الفلاحين المحليين من خلال تزويدهم باساسيات الزراعة كالبذور والاسمدة والادوات اللازمة للعمل بالارض، اعتمادا على المحصول الذي يخططون لزراعته.
فادية خريجة تبلغ من العمر 28 عام من بلدة كرمليش المجاورة. تنحدر من عائلة من العائلات الذين فروا من الدولة الاسلامية للعيش في مخيم للاجئين في اربيل، عاصمة اقليم كردستان المتمتعة بالحكم الذاتي. لدى عودتها الى البلدة قام والدها بتسجيلها في دورة تريبية مدتها خمسة ايام تقدمها كاريتاس جمهورية التشيك في المدينة. وبعد التدريبات قررت شراء القمح والاسمدة لمزرعتها. تقول فاديا: "اقول لكل شخص يمر بصعوبات مثلنا وخاصة المزارعين في منطقتي ان يستمر في الاهتمام بالمنتجات المحلية." وتضيف قائلة:" عندما يعمل شخص ما في ارضه ووطنه ويرى شعب بلده ياكل من ثماره فإنه يشعر بالفخر ويعمل ويبتكر أكثر."
كاريتاس جمهورية التشيك في العراق
تعمل كاريتاس جمهورية التشيك في العراق منذ عام 2015 وتسعى لتحويل انشطنها تدريجيا من المساعدات الانسانية الاساسية الى البرامج طويلة الاجل. نحن نساعد الناس على اعادة بناء سبل عيشهم الاصلية وخلق وظائف جديدة.
يمكننا مساعدة المزارعين في سهول نينوى بفضل مشروع "االادماج الاجتماعي والاقتصادي للاقليات المسيحية الاكثر حاجة في العراق." الذي تنفذه كاريتاس جمهورية التشيك في العراق بدعم مالي من الوكالة الايطالية للتعاون الانمائي وبالشراكة مع المنظمة غير الحكومية الايطالية منظمة المشاركة بين الشعوب.