ما زال العراق يعاني من عواقب سنوات من النزاع المسلح والاضطرابات السياسية، كانت البلاد الأكثر تضرراً من غزو تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أجبر ملايين العراقيين على الفرار من منازلهم. إحداهن هي غفران، التي ساعدتها منظمة كاريتاس التشيكية في إطلاق مشروع للطهي.
الحب للطبخ والخبز
تنحدر الشابة العراقية البالغة من العمر 27 عامًا من جرف النصر، وهي بلدة صغيرة بالقرب من بغداد، حيث عاشت مع عائلتها في مزرعة، تزرع الخضروات وتربية المواشي. هربت هي وعائلتها عندما غزت الدولة الإسلامية المعلنة ذاتياً مدينتهم. والآن يعيشون في مخيم بزيبز للنازحين في محافظة الأنبار المجاورة.
لم تلتحق غفران وهي أم لفتاتين وصبي بالمدرسة، لأن ذلك لم يكن هو العرف في مجتمعها ، لكنها كانت دائمًا تستمتع بالطبخ والخبز.
في أحد الأيام، سمعت غفران من شقيقها عن دورة تدريبية على إدارة الأعمال تجريها منظمة كاريتاس جمهورية التشيك وقامت بالتسجيل على الدورة بعد ان اقترح عليها اخيها بذلك.
الشبكات والاستثمارات التجارية
بفضل التدريب، التقت غفران بأشخاص خارج دائرتها الاجتماعية لأول مرة وتعلمت كيفية فتح مشروع تجاري وإدارة مواردها المالية وتحسين دخلها. حصلت أيضًا على منحة ساعدتها على الاستثمار في معدات أفضل بعد الانتهاء من الدورة.
تقول غفران: "قبل مشاركتي في المشروع، لم يكن لدي سوى فرن وصينية خبز، ولكن بعد حصولي على المنحة، اشتريت الكثير من المعدات لصنع المعجنات والكبة (طبق مصنوع من لحم البقر المفروم)، فرنان كهربائيان للخبز في حال ازدياد الطلب في بعض المناسبات مثل شهر رمضان المبارك، ومجمدة كبيرة، وطباخ مع فرن، وفرن كهربائي صغير، وأسطوانات غاز". بهذه المعدات انطلق مشروعها. "الآن لدي العديد من العملاء لأنه لدي مكان لتخزين المواد الاولية والمنتجات ويمكنني إنجاز عدة طلبات في نفس الوقت."
وكما تقول غفران، فإن الدعم التعليمي والمالي الذي تلقته من منظمة كاريتاس التشيكية غير حياتها بشكل كبير. وتقول: "لقد تحسنت علاقتي مع عائلتي وحالتي الذهنية". يساعدها زوجها، الذي يعمل باليومية، من حين لآخر. كما تحسن الوضع المالي لغفران حيث يمكنها الآن إعالة أسرتها وحتى ادخار بعض الأرباح جانبًا لمواصلة تطوير أعمالها في المستقبل. وتشير غفران: “رسالتي إلى كل الأمهات اللاتي لديهن فكرة أن يعملن على تطويرها والاستفادة منها، و ألا يخافن من أي شيء، وأن يتحدوا كل الظروف”.
غفران هي واحدة من العديد من العراقيين الذين دعمتهم كاريتاس جمهورية التشيك في إطلاق وتطوير أعمالهم بعد الهجمات التي شنها تنظيم الدولة الإسلامية، من خلال التدريبات المهنية والمنح المالية التي تساعد الناس على إعادة بناء سبل عيشهم. شكرا لمساعدتنا.