كيف يُحتفل بعيد الفصح في جميع أنحاء العالم: من العراق عبر أوكرانيا إلى زامبيا
3. أبريل 2023 أخبارنا

كيف يُحتفل بعيد الفصح في جميع أنحاء العالم: من العراق عبر أوكرانيا إلى زامبيا

هل تعلم أن العراق يحتفل بعيد الفصح؟ وأن هناك قتال بالبيض في مولدوفا في عيد الفصح يوم الأحد؟ أو أنَّ الناس في زامبيا يتناولون الباذنجان خلال هذه العطلة؟ يشارك زملاءنا من مختلف مكاتب كاريتاس في جميع أنحاء العالم كيف يحتفلون بعيد الفصح في بلدانهم، فعلى سبيل المثال يتم الاحتفال بواسطة وليمة في المقبرة.

العراق - طعام شهي من رؤوس الغنم المسلوقة

في العراق، وعلى الرغم من أنَّها دولة ذات أغلبية مسلمة، إلا أن هناك أيضًا أقلية مسيحية تحتفل بعيد الفصح. وفي يوم الجمعة العظيمة، يصلي المسيحيون العراقيون في الكنيسة في وقت متأخر من الليل، ويتبع ذلك قداسًا في الكنيسة في يوم السبت، مع تراتيل وترانيم ومسيرة تقليدية بإضاءة الشموع.

وفي العراق، يصبغ الناس البيض باللون الأحمر في عيد الفصح. يقول القس إيشا داود فيليبس من أربيل، العراق: "اليوم يصبغ الناس البيض بألوان أخرى ، لكن يجب أن يكون أحمر لأنه يرمز إلى دم يسوع المسيح". 

في العراق، وعلى الرغم من أنَّها دولة ذات أغلبية مسلمة، إلا أن هناك أيضًا أقلية مسيحية تحتفل بعيد الفصح

يأتي عيد الفصح في العراق أيضًا مع الأطباق التقليدية وكل منطقة تطبخ أطباق مختلفة. في مناطق أخرى في العراق، يتم تحضير طبق الدخوة الذي يتكون من اللبن المجفف ولحم البقر والقمح، وفي بعض الأماكن يتم تحضير طبق الباجة، وهو طبق عراقي تقليدي مصنوع من رؤوس البقر أو الأغنام والأرجل والمعدة مسلوقة. كما لا يمكن الاستغناء عن الحلويات في عيد الفصح، فالعراقيون مغرمون بالحلويات مثل الكليجة والكادا. يتم تحضير كعك التمر الحلو المسمى الكليجة من قبل السكان المحليين من جميع الأديان والأعراق، بينما الكادا هي وصفة آشورية تحضر في اليوم الخامس والعشرين من الصوم الكبير، ويتم وضع علامة صغيرة على شكل صليب مصنوع من عيدان العنب داخل الحلوى، ومن يجد الصليب في قطعته يتلقى هدية من بقية أفراد العائلة.

وفي صباح عيد الفصح، يجتمع المسيحيون في العراق لحضور القداس الإلهي، ثم يزورون عائلاتهم وأقربائهم ويلتقون في منزل أحد الوالدين أو الأخ الأكبر لتناول الغداء معًا. وبالمثل، يقوم المسلمون بنفس التقليد في عيد الفطر الذي يعد واحدًا من الأعياد الرئيسية التي يحتفل بها المسلمون والتي تصادف نهاية شهر رمضان المبارك، وهو شهر الصيام.

مولدوفا - معركة بيض

تحتفل مولدوفا بعيد الفصح الأرثوذكسي في الأحد الذي يصادف 16 أبريل. وعندما تسمع التحية "هريستوس ئا ئنفيات" في مولدوفا، تعرف أنه عيد الفصح . معنى هذه التحية هي "قيامة يسوع المسيح" ويحيي سكان مولدوفا بعضهم البعض بهذه الطريقة في عيد الفصح. ويجب الرد على التحية بعبارة "ئاديفارات ئا ئنفيات"، وهي تعني "بعثت بالفعل". ويتم صبغ البيض في مولدوفا باللون الأحمر التقليدي، ويخبز سكان مولدوفا حلويات عيد الفصح وخبز عيد الفصح الذي يجب رشه بالماء المقدس في الكنيسة. ويعد لحم الضأن الطبق الرئيسي في هذا العيد في مولدوفا.

يتم صبغ البيض في مولدوفا باللون الأحمر التقليدي، ويخبزون حلويات عيد الفصح وخبز عيد الفصح الذي يجب رشه بالماء المقدس في الكنيسة

وفي صباح عيد الفصح، يغسل سكان مولدوفا وجوههم بالماء المختلط بالبيضة البيضاء والحمراء والعملة المعدنية. ويقال إن غسل الوجه بهذا الماء يجلب الصحة والجمال، تمامًا مثل بيضة عيد الفصح، حيث ترمز البيضة الحمراء إلى الازدهار والنقاء وترمز البيضة البيضاء والعملة المعدنية إلى الثروة في العام المقبل.

وفي عشاء عيد الفصح في مولدوفا، يوجد معركة بيض، حيث يختار كل فرد من أفراد الأسرة بيضة حمراء ويضرب بيضة جاره على الطاولة. وتعتبر البيضة التي تبقى سليمة دون أي شقوق هي الفائزة وتجلب الحظ والقوة للشخص الذي تنتمي إليه.

أوكرانيا - عيد الفصح في حرب

تحتفل أوكرانيا للعام الثاني على التوالي بأحد أهم الأعياد المسيحية في زمن الحرب. ورغم التغيرات التي طرأت على حياة الأوكرانيين خلال هذه الفترة، إلا أن تقاليد احتفالات عيد الفصح ظلت كما هي. 

ومثل ما هو الحال في مولدوفا، يحتفل الناس في أوكرانيا بعيد الفصح الأرثوذكسي. تبدأ الاستعدادات قبل أسبوع، في أسبوع يسمى بالأسبوع المقدس أو الأسبوع الأبيض، ويطلق على الخميس من هذا الأسبوع اسم "الخميس النظيف" الذي يخصص تقليدياً لتنظيف المنازل وتزيين الأيقونات بالمناشف الاحتفالية. وفي نفس اليوم، تستحم العائلات قبل شروق الشمس في مياه جارية تقال إنها تغسل الذنوب والأمراض.

تحتفل أوكرانيا للعام الثاني على التوالي بأحد أهم الأعياد المسيحية في زمن الحرب 

وفي اليوم التالي، أي يوم الجمعة العظيمة، يقام الصلوات في الكنائس. ويعتبر يوم السبت يوم راحة للمسيحيين الأوكرانيين، وفي المساء يجتمعون لتقديم الخدمة ويجلبون معهم سلال عيد الفصح لتباركها. وتحتوي السلة أيضاً على ما يسمى باسكا وهي معجنات تقليدية يتم تباركتها في عيد الفصح. 

ويتم الاحتفال بعيد الفصح مع جميع أفراد العائلة حول طاولة كبيرة

زامبيا - لحم ضأن مشوي مع باذنجان

في زامبيا، 95 في المائة من سكان البلاد هم من المسيحيين. ولذلك فإن عيد الفصح هو عطلة مهمة بالنسبة للسكان المحليين. يستمر عادة لمدة أربعة أيام ويحتفل به من الجمعة إلى الاثنين. خلال عيد الفصح، يستمتع الزامبيون بطبق النشيما التقليدي، وهو عبارة عن عصيدة مصنوعة من دقيق الذرة المطحونة جيدًا، مع لحم الضأن المشوي والباذنجان.

عادة ما يفتح أحد الشعانين الاحتفالات في يوم الأحد الأخير من الصوم الكبير حيث يحمل العديد من الروم الكاثوليك والكنائس الأخرى أوراق النخيل التي ترمز إلى السلام والنصر. يقترن هذا بالكثير من الغناء والرقص ويستمر من يوم الأحد الشعانين حتى يوم الأحد عيد الفصح.

في زامبيا، 95 في المائة من سكان البلاد هم من المسيحيين 

جورجيا - وليمة في المقبرة

يحتفال الجورجيون بعيد الفصح الأرثودوكسي أيضاً. يمكنك العثور على معجنات تقليدية تسمى باسكا وهي نفس المعجنات التي موجودة في اوكرانيا. يستمتع الجورجيون أيضًا بطبق جاكابولي المصنوع من لحم الأغنام خلال عيد الفصح.

على غرار مولدوفا، ستواجه في جورجيا أيضًا تحية عيد الفصح النموذجية. ينخرط الجورجيون أيضًا في معارك البيض. ينقرون على بيض جيرانهم بالبيض المطلي باللون الأحمر ويتنافسون لمعرفة أي بيضة يمكنها تحمل أكبر عدد من ضربات.

من التقاليد المهمة للجورجيين خلال أسبوع عيد الفصح زيارة مقابر أقاربهم، وإحضار البيض الأحمر والباسكا إلى قبور الأجداد. يضيئون الشموع ويشربون الخمر ويسكبونه على القبر. يرمز عيد الفصح إلى الحياة الأبدية، وعلى هذا النحو، تحتفل به عائلات بأكملها معًا وتشارك هذه السعادة مع أفراد أسرهم الذين ليسوا معهم جسديًا ولكنهم يأملون في مقابلتهم في المستقبل، في الحياة الأخرى.

ينخرط الجورجيون أيضًا في معارك البيض

منغوليا - الاحتفال بقدوم الربيع

نظرًا لكون واحد في المائة فقط من السكان في منغوليا مسيحيون، فإن عيد الفصح لا يحتفل به حقًا في منغوليا وليس عطلة عامة. ومع ذلك، في الربيع، يحتفل المنغوليون بقدوم السنة القمرية الجديدة. يحتفلون بعد أن تغلبوا على الشتاء المنغولي الطويل القاسي. ترتبط هذه العطلة أيضًا ارتباطًا أعمق بالدين السائد في منغوليا، البوذية. نظرًا لأن غالبية الأمة تعتبر نفسها بوذية، وتم حظر هذا العيد خلال الحقبة السوفيتية، فيحتفل الناس به الآن على نطاق واسع في منغوليا.

في الربيع، يحتفل المنغوليون بقدوم السنة القمرية الجديدة

كما يحتفل الكازاخيون، وهم أقلية عرقية منغولية، بنسختهم الخاصة من السنة القمرية الجديدة، المسماة نوروز، في 22 مارس. يحتفل الكازاخ المسلمون بشهر رمضان في نفس الوقت هذه السنة، ويصومون ويصلون طوال الشهر.