يدور اليوم العالمي للمرأة هذا العام حول الاستثمار في المرأة. تحتاج النساء لا سيما في المناطق المحرومة إلى الدعم في البداية حتى يتسنى لهن تولي شؤون حياتهن بأنفسهن. تمكنت لوريندا ورنا وتمار من بدء مشاريعهم الخاصة على الرغم من العقبات والتحيز وسوء الظروف الاقتصادية. اقرأ القصص الملهمة لهؤلاء النساء اللاتي يقفن الآن على أقدامهن ويقدمن الدعم لأسرهن ومجتمعاتهن بفضل دعم كاريتاس جمهورية التشيك.
لوريندا تخيط فساتين ملونة في مخيم للاجئين في زامبيا
إنه طريق طويل من مستوطنة مايوكوايوكوا للاجئين إلى البلدات المجاورة، وحتى اصعب ايجاد فرص عمل للاجئين الذين يعيشون هناك. إحداهن لوريندا البالغة من العمر خمسة وعشرين عاما، وهي في الأصل من أنغولا، وجدت ملاذا آمنا في زامبيا عندما فرت هي ووالداها من الحرب منذ سنوات عديدة. ولكن هناك فرص قليلة لكسب المال في مخيم اللاجئين، الخيار الوحيد هو في كثير من الأحيان إنشاء مشروع خاص، تماما كما فعلت لوريندا. بفضل دعم كاريتاس جمهورية التشيك، حضرت دورة مدتها ستة أشهر تدربت خلالها كخيّاطة. تقول لوريندا بسعادة: "اليوم لدي محل خياطة خاص بي في مخيم اللاجئين حيث اقوم بحياكة الفساتين والقمصان والزي المدرسي للأطفال". تعتني لوريندا كأم عزباء بثلاثة أطفال وهي قادرة على إعالتهم بفضل ورشة الخياطة الخاصة بها.
تستضيف زامبيا حوالي 80,000 لاجئ فروا من الصراعات العنيفة، معظمهم من دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا وبوروندي. وعلى الرغم من أنهم آمنون في زامبيا، إلا أنهم يجدون صعوبة في العثور على عمل لإعالة أنفسهم وأسرهم. تدعم كاريتاس جمهورية التشيك اللاجئين مثل لوريندا لتعلم التجارة وإنشاء أعمالهم الخاصة، وبفضل دعمنا أصبحوا قادرين على الاعتماد على انفسهم وكسب لقمة العيش في بلد جديد.
لدى لوريندا اليوم العديد من الزبائن الذين يسعدهم العودة إلى الخيّاطة الماهرة. تقول مبتسمة: "عندما أدخر ما يكفي من المال أريد أن أبني ورشة عمل خاصة بي حتى لا أضطر إلى الاستئجار. و أود أيضا بناء منزل أكبر لأطفالي، منزلنا الحالي صغير جدا والأطفال يكبرون ويحتاجون إلى مساحة أكبر".
رنا تدير مركزا تعليميا في العراق
في العراق الذي عانى من سنوات من الصراعات من الصعب العثور على وظائف و خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعشن في المناطق المحافظة فمن المرجح أن يشغلن الدور التقليدي كربة منزل. لكن العديد من النساء العراقيات حريصات على بدء أعمالهن التجارية الخاصة. مثل رنا وهي خريجة فرع الهندسة افتتحت بفضل كاريتاس جمهورية التشيك مركز تدريب خاص بها في منطقة الأنبار، المعقل السابق للدولة الإسلامية المعلنة ذاتيا. كانت رنا و لسنوات تدرس الطلاب فقط في منزلها، لكنها كانت تحلم بإنشاء مركز تعليمي خاص بها، وقد نجحت أخيرا من خلال المثابرة ودعم كاريتاس جمهورية التشيك.
تقول رنا بامتنان: "لقد مكنتني كاريتاس جمهورية التشيك من تحقيق حلمي في امتلاك مركز تعليمي خاص بي". وبفضل منحة من كاريتاس جمهورية التشيك حصلت على المعدات اللازمة لمركزها و الذي يوظف الآن عشرة معلمين ويحضره طلاب من جميع أنحاء العالم. تبتسم رنا قائلة: "يشكرني آباؤهم على افتتاح المركز والسماح لأطفالهم بالتعلم فيه، و أرد عليهم بإخبارهم أن يشكروا كاريتاس جمهورية التشيك على جعل ذلك ممكنا ".
تمار تصنع الألحفة في منطقة محرومة في جورجيا
تبعد منطقة راشا الجورجية حوالي خمس ساعات عن العاصمة تبليسي. لكن معظم السكان المحليين يختاروا ان ينتقلوا من راشا إلى العاصمة الجورجية للعمل. على الرغم من صعوبة العثور على عمل في المناطق المحرومة ، لا تنوي تمار التي ولدت في راشا المغادرة . وقد قررت إنشاء مشروعها الخاص على الرغم من العقبات وهي الآن تصنع ألحفة للزبائن في مسقط رأسها أوني. وقد مكنها الدعم المقدم من كاريتاس جمهورية التشيك من توسيع أعمالها والتي بالتالي مكنتها من توظيف أفرادا آخرين من العائلة.
تقول تمار عن عملها : "في ورشة العمل الخاصة بنا نقوم بمعالجة الألحفة القديمة وصنع ألحفة جديدة. يجلب لنا الزبائن القطن والصوف القديم من ألحفتهم ، لأن الحشوة لا تزال ذات نوعية جيدة لا يرغب الناس في التخلص منها ، ولكن يجب تنظيفها بلطف ومعالجتها ووضعها في ألحفة جديدة ، وهذا ما نفعله". لقد كانت تقوم بمعالجة الألحفة لمدة 15 عاما وليس لديها نقص في الزبائن. تقول تمار بسعادة: "يقدر زبائننا أننا نقوم بعمل جيد وينصحون بخدماتنا لأشخاص آخرين".
اعتادت تمار في السابق معالجة حشوات الألحفة على الآلات القديمة من الحقبة السوفيتية، لذلك استغرق العمل الكثير من الوقت ولم تستطع الحصول على عدد أكبر من الزبائن كما تحتاجه. بفضل منحة من كاريتاس جمهورية التشيك، تمكنت من الحصول على معدات حديثة جديدة. تقول تمار بامتنان: "اليوم يمكننا معالجة العديد من الألحفة، وأنا أقدر حقا الدعم من كاريتاس جمهورية التشيك". قامت تمار بتوظيف خمسة أشخاص في ورشتها ، بما في ذلك زوجها ووالد زوجها وحماتها.
تثبت قصص لوريندا ورنا وتمار أن القليل من الدعم في البداية يمكن أن يجعل الأشياء الكبيرة ممكنة. وبفضل مساعدة كاريتاس جمهورية التشيك، افتتحت هؤلاء النساء أعمالهن التجارية الخاصة وهن الآن لا يعيلن أنفسهن فحسب،بل يوظفن أيضا أشخاصا آخرين في المناطق التي يصعب فيها العثور على وظائف.
إن دعم النساء لكي يصبحن مكتفيات ذاتيا أمر ممكن بفضل دعم الجهات المانحة لدينا. انضمي إلينا في مساعدة نساء مثل لوريندا ورنا وتمار على الاعتماد على كسب عيشهن وتولي شؤون حياتهن بأنفسهن.